وداعاً أيها الغالي وداعا فطيفك عندنا يأبى الذهابا
وروحك ما تزال تعيش فينا دماً يسري وأحفاداً شبابا
فلا تأسف على دنيا زوالٍ ففي عليائكم أشهى شرابا
ووجهك ما يزال أمام عيني وفي الأحلام يمطرني عتابا
لماذا قد تغربنا طويلاً؟ وذقنا في منافينا العذابا؟
أما كانت بلاد القدس أحلى؟ وغربتنا الى المنفى سرابا؟
وأولي القبلتين أحقّ فينا؟ وزعترها مع الزيتون طابا؟
وطابون يفوح الخبز منهُ كمن يشوي على النار الكبابا؟
الى جناتِ خلدٍ يا أبانا فما عندي لأسئلة جوابا!
وما أنا بالمعاتب فيك فعلاً وفعلك بعض أوقات أصابا
وكنتَ إذا غضبت على صغيرٍ حَسبْنا عند عودتك الحسابا
فتضربه وتنذر مَن تبقّى فيقسم أنه من بعد تابا
ونشهد بعد هذا العمر حقاً بأنك كنت معطاءً سحابا
ولم تبخل علينا في طعامٍ وكنت لنا بظلمتنا شهابا
بكيتك خلف قضبانٍ وحيداً وقلبي في هواك اليوم ذابا
لئن دفنوك في أرضٍ غريباً فقد منحوك في العليا ثوابا
دعونا الله مغفرةً وعفوا وأحسَبُ أن خالقنا استجابا